لا مفر من عصر جليدي جديد 654460



عاشت الكرة الارضية عصورا جليدية عديدة كانت تستمر آلاف، بل وملايين السنين، حيث ادى آخرها الى اختفاء الثدييات الكبيرة من على وجه المعمورة. لذلك لن يكون بالمستطاع التهرب من عصر جليدي جديد، الذي يتوقع حدوثه بعد عدة آلاف من السنين.

تفيد نتائج الدراسة التي اجراها علماء من معهد البيئة النباتية والحيوانية التابع لاكاديمية العلوم الروسية في مدينة يكاترينبورغ، بان عصرا جليديا جديدا سيحدث بعد عدة آلاف من السنين، ولن يكون بالامكان التهرب من ذلك.

ويقول فلاديمير بوغدانوف، مدير المعهد، "لكي نتنبأ بالمستقبل البعيد، نحن نبحث في مشاكل البيئة، ونحاول ايضا فهم كيف كانت الحياة على الارض قبل مئات الالاف من السنين. إن كل شيء على الكرة الارضية دوري، فالمرحلة الدافئة  تحل محل الباردة وبالعكس، حاليا نحن في المرحلة الدافئة. ولكن على خلاف المراحل السابقة، فانها تتطور بسرعة، حيث انه خلال المئة سنة الماضية يلاحظ هجرة واسعة للحيوانات والنباتات باتجاه الشمال". فمثلا ان الاشجار تتقدم سنويا مسافة نصف متر باتجاه قمم الجبال الشمالية.

ومن جانبه يقول البروفيسور فاليري مازيبا، مدير مختبر معهد علم تحديد عمر الأشجار، "حسب تقديراتنا سيستمر ارتفاع درجات الحرارة على الارض مدة لا تقل عن 50 سنة، وهذا يلاحظ جدا في القطب الشمالي والجبال".

واضاف "إن المناخ والتضاريس الارضية يمكن ان تتغير ارتباطا بخصوصية المنطقة. فالصيف يمكن ان يكون اكثر دفئا او برودة. اما ما يخص المناخ فان مؤشراته اوسع بكثير، وتتم متابعتها خلال عوامل عديدة. هذه العوامل تشير الى ان الدفء مستمر حاليا على الارض".

وحسب قول العلماء، إنه ليس بالامكان تجنب البرودة الشاملة على الارض، لانه ليس بمقدور البشر التأثير فيها. ويقول بافل كوسينتسيف، مدير مختبر علم دراسة نمط الحياة والظروف المعيشية للكائنات الحية من الماضي الجيولوجي، والعلاقة بين الكائنات الحية وبيئتها (العضوية وغير العضوية)، والتغييرات الخاصة بهم في التطور التاريخي للحياة على الأرض " Paleoecokogy" ، يقول "إن نشاط البشر يمكن فقط ان يؤثر في مدى برودة الجو على الارض في العصر الجليدي المقبل، ارتباطا بنسبة تلوث الجو بغازات الاحتباس الحراري".

المصدر: وكالة انباء "ايتار- تاس"