ساعد أسغات غاليمزيانوف وهو من عاصمة تتارستان قازان أسرة فقيرة بتوفير سكن مستقل لها بعد أن كانت تعيش في سكن عمومي، وذلك بتبرعه لها بشقته الخاصة، لينتقل الرجل البالغ من العمر 77 عاما إلى كوخ بالقرب من إحدى السكك الحديدية. ليست هذه المرة الأولى التي يتبرع فيها الرجل لأسرة متواضعة الحال، إذ كان قد اتخذ قبل ذلك قرارا مماثلا بهدف مد يد العون لسيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة. ولم تقتصر المساعدة على ذلك، بل أخذ على عاتقه زيارتها باستمرار والعناية بها وتوفير المأكل والمشرب لها، ليستمر الحال على ما هو عليه حتى وافتها المنية، واصبحت الشقة فارغة. واجه الرجل الطيب أسغات "مشكلة فراغ الشقة" في الوقت الذي كان هناك في مدينته مَن يحتاج لمأوى، واصفا هذا الوضع بأنه غير عادل. لكن اهتمامه بالأمر ورغبته الجامحة بمواصلة عمل الخير والبحث عن المحتاجين الحقيقيين يلتقي بأسرة فقيرة تعيش في بيت عمومي ضيق فقرر أن يمنحها شقته التي فرغت بعد وفاة السيدة المعاقة ويذهب ليعيش في كوخ صغير بالقرب من السكة الحديدية. يقول الرجل أن والديه غرسا فيه منذ الطفولة النزاهة والكرم، وأنه ينطلق في سلوكه دائما من المفاهيم الطيبة. كما يضيف أنه إذا كان يعود لمنزله القروي وبيده قطعة نقود وجدها في الشارع أو حتى ببعض الحبوب للدجاج، كان والده يؤنبه لذلك ويشدد على أنه لا يصح أن يأخذ الإنسان ما لا يمتلكه، وأنه لا يجوز لاي كان حتى لمس ما لا يعود له، وأنه كان يجبره على العودة من حيث جاء لكي يعيد ما أخذه. بعد مرور سنوات عديدة لا يزال أسغات غاليمزيانوف يسير على النهج الذي رباه عليه والداه، وترجم ذلك عمليا أكثر من مرة. فتارة يهدى بيتا شيده بنفسه للقرية التي يعيش فيها ليتحول إلى روضة للأطفال، وتارة أخرى يتبرع بسيارات وباصات لمراكز رعاية الأيتام. يصف أسغات غاليمزيانوف نفسه بالانسان السعيد بالقول أن دموعه تنهمر حينما يرى الابتسامة ترتسم على وجوه من قدم لهم مساعدته، ويلمس الامتنان الذي يشعرون به تجاهه، مشيرا إلى أنه قنوع بما تمنحه له الحياة وبالكوخ المتواضع الذي يعيش فيه. وتعبيرا عن الشكر لعمل الخير العظيم الذي قدمه ولا يزال يقدمه هذا الرجل، تمت إقامة تمثال يجسده ويحمل اسمه تكريما له، وذلك على بعد أمتار من قصر الكرملين الواقع في مدينة قازان. يستعيد أسغات غاليمزيانوف ذكريات شبابه فيقول إنه حين كان يزور والديه في القرية كان والده دائما يثني عليه ويربت على كتفه، بينما كانت والدته تناشده بألا يرسل أي أموال لهما في القرية وأن يتبرع بها لمن يحتاجها فعلا من العجزة والأيتام.
http://arabic.rt.com/news/625877/ :روسيا اليوم