أشار فيكتور ليتوفكين رئيس تحرير مجلة "الاستعراض العسكري المستقل" التنفيذي أن روسيا بتوريدها لمنظومات الدفاع الجوي الحديثة إلى بلدان رابطة الدول المستقلة تقوم على تعزيز الدفاع الجوي لسماء جيرانها بالمستوى الذي ترعى فيه سلامتها.
فقد صرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شايغو أن بلاده تعتزم لتسليم أربعة منظومات صاروخية مضادة للطائرات S-300 لبيلاروسيا. وهذه المنظومة من المرجح أن تصبح على المدى الطويل أساساً لتشكيل وحدات من الدفاع الجوي في رابطة الدول المستقلة لحماية المناطق الشرقية من أوروبا، بالإضافة هناك خطط لتأسيس منظومات دفاع جوية خاصة بالمناطق الآسيوية الوسطى والمناطق القوقازية. يشار إلى أنه تم توقيع اتفاقية مع جمهورية كازاخستان حول تشكيل دفاع جوي موحد مزود بمنظومة دفاع صاروخي من طراز S-300 في نهاية هذا العام.
وعن آفاق تأسيس نظام دفاعي جوي موحد أجاب فيكتور ليتوفكين رئيس تحرير مجلة "الاستعراض العسكري المستقل" أثناء مقابلة مع إذاعة صوت روسيا، على الأسئلة التالية:
- هل جميع بلدان رابطة الدول المستقلة تريد الحصول على نظام موحد للدفاع الجوي؟
الحديث لا يدور بالضبط عن نظام موحد للدفاع الجوي لكامل فضاء رابطة الدول المستقلة وإنما الحديث يدور عن دفاع جوي موحد وفق اتجاهات محددة فإذا ما أخذنا الاتجاه الغربي من موسكو فهنا الحديث يدور عن نظام دفاعي جوي واحد بين بيلاروسيا وروسيا، في حين أن النظام الدفاع الجوي الموحد بين روسيا وأرمينيا يكون موجه نحو القوقاز، وإن النظام الدفاع الجوي الموحد بين روسيا ودول آسيا الوسطى موجه نحو المناطق الآسيوية الوسطى.
بالطبع فإن معظم البلدان مهتمة كثيراً بالحصول على تقنيات الصواريخ المضادة الحديثة من روسيا الاتحادية، التي تعتبر دون أي مبالغة الأفضل والأكثر موثوقية وفعالية في العالم أجمع. فحماية السماء المشتركة بأنفسنا هذا أمر مفيد جداً إن كان مع حلفائنا أوعلى أساس اتفاقيات ثنائية وضمن إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
- من الذي سيدفع الثمن توريد التقنيات الحديثة لإنشاء نظام موحد للدفاع الجوي؟
بالطبع فإن دفع نفقات توريد المعدات في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي سيتم من قبل الدول المتلقية ولكن بأسعار المصنع، وكما وأن روسيا تقوم بشرائها. فإذا كنا نبيع هذه المعدات إلى الخارج على سبيل المثال إلى الصين أو الهند أو الجزائر بأسعار عالمية فإننا نبيع لشركائنا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي حسب أسعار المصنع نفسه بما في ذلك أسعار النقل والاستشارة.
- ما هو الهدف من نظام دفاعي جوي موحد؟ فكل دولة لها جيشها الخاص بها، في حين أن الحديث يدور عن سماء واحدة؟.
بالطبع لكل بلد جيشه، لكن المعدات العسكرية واحدة وهي روسية الصنع، وذلك لأن روسيا فقط هي التي قادرة على إنتاج منظومات عالية الأداء مثل S-300 و S-400 Top-M1 Top-M1 وغيرها من المعدات الأخرى. وهنا لابد من أن نقول بأنه ليس هناك دولة من رابطة الدول المستقلة قادرة على إنتاج مثل هذه الأنظمة الصاروخية، هذا أولاً.
ثانياً، من أجل حماية الأراضي الروسية، ينبغي علينا معرفة ما يحدث في سماء بيلاروسيا وأوكرانيا وفوق دول القوقاز وآسيا الوسطى، فعندما تظهر طائرات أجنبية وغريبة فوق سمائنا، من الصعب الاستجابة وبسرعة جداً على هذه التحديات. ينبغي علينا معرفة اقتراب العدو وهو على مسافة بعيدة من أراضينا.
- ما هي التحديات التي يمكن أن تواجه لدى تصميم مثل هذه الأنظمة الإقليمية؟.
بالتأكيد أول مشكلة هي أن الضباط في بلدان رابطة الدول المستقلة لا يتمتعون بمستوى كاف من التدريب لاستخدام مثل هذه التقنيات. على سبيل المثال نحن لا نقوم بتوريد منظومة الدفاع الصاروخية S-300إلى طاجاكستان وقيرغيزيا، فهناك لا توجد طائرات حديثة جداً وقاذفات كالتي موجودة في الولايات المتحدة القادرة على أن تطير حتى أفغانستان وباكستان وإلى مناطق آسيا الوسطى القريبة من حدودنا. ولذلك ليست هناك حاجة لتوريد منظومات صاروخية مثل S-300 S-400 ويكفي أن تكون هناك منظومة مثل S-125.
أما على الحدود الغربية من بلادنا فهناك ضرورة لتوريد منظومات مهمة ذات تقنية عالية وأن يكون هناك طاقم من الخبراء المدربين لكي يعملوا على صد جميع الضربات الجوية.
- هناك بعض بلدان رابطة الدول المستقلة تطمح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتعمل في الوقت نفسه على تقليص تعاونها في إطار رابطة الدول المستقلة. هل هناك حاجة لتغطية سماء مثل هذه الدول؟
بطبيعة الحال هذه الدول تطمح اقتصادياً فقط للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن من وجهة النظر العسكرية لن يتم قبول أوكرانيا على سبيل المثال ضمن صفوف الحلف الأطلسي، مع إن كييف لا تريد هي نفسها الانضمام إلى الناتو. ثانياً، أوكرانيا دول مكتفية ذاتياً وقادرة على الدفاع عن مجالها الجوي. لكن نحن بمساعدة أوكرانيا نقوم بالدفاع عن المجال الجوي لروسيا.
http://arabic.ruvr.ru/2013_11_03/123860985/