[size=24]حقيقة دبابة أسد بابل تقنياً وميدانياً
شاع عن دبابة أسد بابل العراقية المشتقة من الدبابة الروسية T-72M1 فشلها في مواجهة دبابة القتال الرئيسية الأمريكية "أبرامز" M1A1 Abrams وعزي ذلك إلى الفارق الزمني و التقني لصالح الدبابة الأمريكية إضافة للتنسيق الفريد الأمريكي مع نظم الإسناد و المؤازرة الأخرى وانعدامها تقريباً في الجانب العراقي .
ولكن الحقيقة غير ذلك ولا أعني الجانب التقني بل الجانب التكتيكي فلا يمكن القول أن دبابة أسد بابل متفوقة على دبابة أبرامز تقنياً تحت أي عنوان ولكنها متفوقة تكتيكاً .
نعم هي كذلك فدبابة أسد بابل أسرع مرتين من نظيرتها الأمريكية رغم أن سرعة إقلاع وتسارع أبرامز أكبر لأن محركها يعمل على البنزين وليس الديزل كما هو الحال بأسد بابل ودبابة أسد بابل أفضل من ناحية التعامل مع العوائق و التضاريس بما في ذلك المائية حتى عمق 5 أمتار .
ولكن لدبابة أسد بابل مميزات تكتيكية رائعة منها قدرتها على إزالة آثار الجنازير على الرمل والتراب و حتى الطين .
(مقارنة حجم دبابتي أسد بابل مع الأبرامز)
وكذلك لها قدرة عجيبة على التخفي في الرمل أو التراب و الماء من خلال آلية حفر خاصة تمكنها من دفن نفسها دون مساعدة هندسية إضافة لأنبوب تنفس خاص للتخفي بالماء .
ومن أساليبها الخداعية قدرتها على الإيهام بالحرق الذاتي بغية تضليل الطيران أثناء التنقل بدون غطاء جوي وهذا الأسلوب نجح إلى حد كبير في تضليل حتى الذخائر الفائقة الذكاء الباحثة عن الأهداف سواءً من النوع الجوي المتمثل بأطباق "سكيت" BLU-118/B Skeet أو النوع المدفعي المتمثل باسطوانات "سمارت" Smart 155 المستخدمة في الحرب
الأخيرة عام 2003.
أحد أسرارالدبابة العراقية أسد بابل هو تلك المنظومة الصينية المعروضة بالصورة
كما أن قذائف الإخفاء الدخانية فيها من النوع الحراري كما في الدبابات الإسرائيلي للتضليل الحراري مع البصري و الكهروبصري و الليزري ولكن باعتماد المغنزيوم بدل الفسفور المخضب المعروف بالفسفور الأبيض .
أما من الناحية الميدانية القتالية لم تكن العراق تمتلك قذائف طاقة حركية "سابوت" Sabot ولكن من النوع الحراري Heat الأجوف بالسيالة الحرارية و التدميري بموجة الصدم الضغطية الحرارية .
وهو ما شكل بالظاهر نقطة ضعف أم الأسد الأمريكي "أبرامز" لكن العراقيين برعوا في فن الخداع الحربي وفهم نقاط ضعف آليات العدو فالدبابات التي دمرت في عاصفة الصحراء كانت من الجيل الأول و الثاني من دبابات T-72 وليست دبابة أسد بابل التي تصنف على أنها من الجيل الرابع نتيجة التجهيزات الفنية فيها المتطورة مقارنة مع الأجيال السابقة من نفس النوع .
وكان ظهورها الوحيد في شمال البصرة في منطقة الأهوار عندما تعرضت لطليعة الفيلق المدرع الأمريكي السابع فرسان المتمثل بفرقة الفرسان المدرعة الأولى حيث نشبت من المستنقعات حوالي 750 دبابة من نوع "أسد بابل" تابعة لكل من فرقة حمورابي وعدنان وتوكلنا وضربت الدبابات الأمريكية والمدرعات الأمريكية بشكل جماعي كما عهد عن تكتيك الحرس الجمهوري كقوة "بانزير" إسناد في الحرب ضد إيران تسببت وفق الإحصائية الميدانية العراقية بتدمير عشرات المدرعات لأمريكية بينها 86 دبابة أبرامز .
والحقيقة أن دبابات "أسد بابل" لم تدمر الدبابات الأمريكية بمفهوم التدمير ولكنها قضت على طاقمها من خلال استثمار فريد لنقطة ضعف هذه الدبابات القوية و هي مادة اليورانيوم المنضب DU التي تدخل في تركيب تدريع الدبابة وتجعله أقوى من التدريع الروسي بأكثر من 2.5 ضعف ولكن كان لهذا التدريع نقطة ضعف عولجت لاحقاً وهي سرعة ارتفاع حرارته.
فقد ابتكر العراقيين قذائف تدمير حرارية تحوي مركبات هيدروكربونبة وقودية FAE ذات تفجير رزازي أو بخاري ينقل بشكل مفاجئ خلال 125 ملي ثانية حرارة تصل إلى 3000 درجة مئوية دون أن تلحق أضرار كبيرة في دبابة الأبرامز ذات التدريع المميز ولكنها كانت تقتل الطاقم حرارياً داخل الدبابات بشكل فوري .
وفي عملية تحرير العراق عام 2003 استطاعت دبابات "أسد بابل" أن تدمر 17 دبابة أمريكية بواسطة القذائف الترادفية التي طورتها بمعونة روسية وقذائف متوالدة تنطلق على أنها قذيفة جوفاء لكنها تلفظ نصل من المعدن الخام الفائق المتانة يندفع بسرعة 2500 م/ث وحرارة 3000 درجة مئوية مخترقاً الدروع المركبة الأمريكية و مفجراً الوقود أو الذخائر في البرج القتالي .
وقد زاد في فاعلية هذه القذائف دروع الصدمة الإلكترونية التي كانت تولد حزم الكترومغناطيسية شعاعيه ذات طاقة عالية جداً تصعق المحتوى المتفجر داخل القذائف الحرارية فتفجرها بشكل مبكر وعلى بعد آمن منها وهذه الدروع ظهرت كبديل عن الدروع الردية التفاعلية في عاصفة الصحراء .
(الدبابة العراقية أسد بابل معروضة في المعرض العسكري في الولايات المتحدة الأمريكية)
ومع ذلك فقد كانت فرص دبابة "أسد بابل" قليلة أمام الدبابة الأمريكية "أبرامز" وذلك بسبب التفوق بمعدل ومدى النيران في أبرامز حيث وصل معدل نيران المدفع الرئيسي عيار 120 ملم في الحرب الأخيرة إلى 6 قذائف بالدقيقة بدل أربعة بالدبابة العراقية رغم أن تلك الأخيرة تذخيرها آلي مقابل يدوي في الجانب الأمريكي ومدى النيران الذكية في الدبابة الأمريكية كان يزيد عن 10 كم إضافة إلى أن مناورة أبرامز للنجاة من القذائف المباشرة كانت أسرع ومبكرة أكثر بسبب إرشادات رادارات الرصد الميداني .
إضافة لاستخدام أمريكا في الحربين لقذائف طاقة حركية KE حتى مدى 4 كم تسمى الطلقة الفضية Silver Bullet كانت تندفع بسرعة 1500 م/ث وتخترق بحرارة 4000 درجة وترتفع درجة إلى 5000 درجة بعد الاختراق نتيجة تفاعل شظايا البلوتونيوم المخفف MPu وهو ما كان يودي إلى تخويه تجويف المدرعات وتفحم أو تبخر الطاقم .
وفي الحرب الأخيرة ظهرت قذيفة حرارية HE إشعاعية كانت تحتوي على خبز البلوتونيوم كان لها أثر تدميري رهيب جداً.
[/size]