حوار مع لواء أركان حرب والخبير الإستراتيجي طلعت مسلم
حاوره: فهيم الصوراني
نص الحوار:
سؤال: بعد أكثر من 42 على طرد أكثر من عشرين ألفا من المستشارين العسكريين الروس، مصر توقع صفقة أسلحة بقيمة ملياري دولار، وهنالك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى التوضيح، هذه الصفقة بتمويل سعودي وإماراتي وهنا سؤال: تمويل السعودية تحديدا لهذه الصفقة ألا يطرح تساؤل ما هو الهدف من وراء هذا التمويل بالنظر إلى التباين بين السعودية وروسيا في كثير من المواقف في كثير من الملفات، لماذا بدا موضوع الصفقة وكأنه استثنائيا من هذه التناقضات؟
جواب: أعتقد أنه من الطبيعي أيكون الخبر محل تساؤل، أن تقوم المملكة السعودية والإمارات بتمويل صفقة سلاح من روسيا من الطبيعي أن يكون ذلك مصدر سؤال، ولكن أعتقد في نفس الوقت أننا لو درسنا الموقف بدرجة أدق لربما نجد الإجابة على السؤال، ولا شك أن المملكة العربية السعودية والإمارات تشعران بأن الموقف فيهما مرتبط إلى درجة كبيرة بدرجة ثبات الموقف في مصر، وبالتالي هما تعملان على تحقيق الاستقرار في مصر من ارتباط الأمن الداخلي لكلا البلدين مع الاستقرار في مصر، وهذا يثثير في نفس الوقت سؤالا، لماذا لا تقدم روسيا صفقة أسلحة إلى مصر أيضا، لأن روسيا ترى تثبيت الموقف والأمور في مصر هو في مصلحة روسيا كما هو في مصلحة مصر ، وبالتالي أعتقد أننا نستطيع أن نفهم التناقض الذي يبدو على على السطح والعمق الذي يمكن أن يفتح لنا هذا الأمر.
سؤال: ألا يزعج ذلك الولايات المتحدة قيام السعودية بتمويل الجزء الأكبر من هذه الصفقة؟
جواب: لا شك أن هذا لن يريح واشنطن، ولكن أعتقد أن واشنطن قد أدركت خلال عام 2013 أنها لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالمي وأنها لا تستطيع أن تمنع التحركات الأخرى وأنها لا بد أن تقبل بالواقع، ولكنها قطعا إذا كانت تقبل بالوضع هذا لا يعني أنها لن تحاول أن تعرقل الصفقة بشكا أو بآخر وهذا متوقع، والأمر يتوقف في النهاية على موقف مصر الداخلي من ناحية وموقف روسيا من ناحية ثانية، ثم الموقف الداخلي في كل من السعودية والإمارات.
سؤال: للتوضيح إن الصفقة تتضمن أنظمة دفاعية ومروحيات ومقاتلات عسكرية وصواريخ مضادة للطائرات، وقد أشرت حضرتك إلى هذه النقطة في المداخلة، ألم تجر هناك أي محاولات لعرقلة إتمام هذه الصفقة سواء من الولايات المتحدة أو من اسرائيل وهذا أيضا يثير تساؤلا إضافة إلى ما يتعلق باسرائيل؟
جواب: أنا لست متأكدا أنه إن لم تجر محاولات بعرقلة الصفقة، ربما كان هناك تحركات لعرقلة الصفقة ولم تنجح، ولكن قطعا لم تكن هناك محاولات قوية لعرقلة لأنها هناك درجات يمكن تحملها وهناك درجات من الصعب تحملها.
أعتقد أن المحاولات الأمريكية والغربية بشكل عام لم تصل إلى مستوى الخطورة ولكن أعتقد أنه أفادت ربما مصر وربما روسيا أيضا، لأنه أصبح هناك تنافسا بين الولايات المتحدة وروسيا ودول غربية أخرى كألمانيا وبريطانيا لتزويد مصر بأسلحة وهذا يفتح الباب أمام مصر، وأعتقد أن هذا يفيد مصر وروسيا بنفس الوقت.
سؤال: على خط الصفقات العسكرية سواء بين روسيا وسوريا وبين روسيا وايران على الأقل على مستوى تصريحات المسؤولين الأمريكان والاسرائيليين وحتى السعوديين كان واضح القلق من إجراء صفقات من هذا النوع، ولكن بالعودة إلى المربع الأول فيما يتعلق بالصفقة، هل تعتقد بأن هذه الصفقة ثمة رسالة لربما مصرية أيضا إلى واشنطن بان لدى مصر أيضا بدائل أخرى للحصول على السلاح المتقدم؟
جواب: قطعا هذه رسالة ولكنها ليست الرسالة الأولى ولا شك أن استقبال كل من وزير الخارجية ووزير الدفاع الروسيين في مصر سابقا كان أول رسالة واضحة في هذا المجال، وهذه الرسالة الثانية التي تؤكد الرسالة الأولى.
سؤال: سيادة اللواء يتوقع مراقبون بأن يعلن المشير عبد الفتاح السيسي ترشحه للانتخابات عقب إتمام هذه الصفقة التي تعد أكبر صفقة سلاح تعقدها مصر خارج إطار الدعم العسكري الأمريكي، فإلى أي حد برأيك هذا الكلام قد يلامس الواقع؟
جواب: أنا أعتقد أن الصفقة هي أكبر من أي شخص، وبالتالي فالصفقة جرت وستجري بوجود السيسي أو بدون السيسي وحتى بوجود لافروف ومن دون لافروف.
هذه علاقة بين مصر وروسيا وهي علاقة قديمة والصفقة ستجري انشاء الله بوجود السيسي أو حتى لم يقم السيسي بترشيح نفسه، وفي جميع الأحوال الصفقة مستمرة.