أجواء شهر رمضان في فلسطين

مناسبات كثيرة تمر على الفلسطينيين منها رمضان والأعياد...خلال رمضان وقبل رمضان بيوم يجتمع أطفال فلسطين في الحارات الفلسطينية ويبدأون بالهتاف لرمضان: حالو حالو رمضان يا كريم يا حالو..
وتبقى احتفالات الأطفال الصغار لبعد صلاة العشاء اما الكبار فيذهبون في المساء إلى صلاة التراويح ثم إلى الأسواق والمتاجر ويشترون الأكلات الرمضانية ويبدأون بتزيين البيوت ومداخلها.
رمضان هو أهم شهر من شهور السنة بالنسبة لجميع المسلمين . وهو يعني الإمتناع من تناول المآكل والمشارب من طلوع الشمس حتى مغيبها ولكنه لايعني فقط عدم الأكل ولكنه صيام روحي وتطهير للنفس من الذنوب والانغماس في الملذات . وهو صيام أخلاقي بحيث يمتنع جميع الصائمين عن القيام بأي أذى أوضرر مادي أو أخلاقي لأي كان وهوسؤال للنفس وتقرب من المولى عز وجل ورمضان أيضاَهو احساس بالفقراء والمساكين حيث أنه لزام على كل رب أسرة أن يعطي أسرة أو عدة أسر فقيرة«فطرة»رمضان عن كل فرد من أفراد عائلته كما تقوم المؤسسات الدينية والاجتماعية توزيع ماهو ضروري من المواد الغذائية للفقراء والمحتاجين.
وفي رمضان ترى الأسواق غارقة بشتى أنواع المأكل وتسارع الناس قبل قدوم هذا الشهر لتخزين مايلزم من مواد غذائية لذيذة ومفيدة بحيث تساعدهم على الحفاظ على حيويتهم . وأكثر ما يثير اهتمام الناس في رمضان هي الحلويات التي يتلقفها الأطفال بسعادة بالغة وكأنما مكافئتهم لصبرهم ونجاحهم في صيام رمضان اليوم وتساعد الحلويات الكبار أيضا في الحفاظ على حيويتهم بما فيها من سكر بالرغم من أن الصيام في حد ذاته هو حمية غذائية مفيدة وغير عسيرة خصوصاَ اذا صادف قدومه في أيام الشتاء القصيرة . وفانوس رمضان له معزة خاصة في قلوب الأطفال الذين يسارعون لشرائه ليجوبوا الطرقات مرددين أغنيات رمضان .
في رمضان النهار للعمل والليل للعبادة من صلاة وقراءة قرآن وجلسات ذكر وتسبيح ويتسابق المتسابقون في ضم القرآن ، ويذهب الناس للنوم ليستيقظوا قبل أذان الفجر بقليل على صوت المسحر ليتناولوا السحور ، يصلون الفجر حاضرَا ويقرأون القرآن ومن ثم يبدأ يوم جديد من أيام رمضان الجميلة.وكان الفلسطينيين يذهبون قبل العيد بعشرة أيام ليشتروا لأطفالهم ملابس العيد الجديدة....وكان معظم الفلسطينيين يتوجهون إلى يافا (لأنها كانت مدينة ساحلية تأتيها البضائع من أوروبا) لشراء الملابس وتجهيزات العيد...وكانوا يقومون بعمل كعك العيد....وكانوا يشترون الفسيخ (السمك المملح) من الأسواق لوجبة الإفطار يوم العيد..
وفي صباح العيد يجتمع الكبار والصغار ليكبّروا ويهللوا...وبعدها يقومون للصلاة، وبعد الصلاة كانت المنظمات الخيرية تستغل الفرصة لتقوم بجمع التبرعات للفقراء..للتخفيف من شدة الحصار ... وبعد الصلاة تنتشر رائحة الفسيخ من كل البيوت ويذهب الناس لزيارة الأقارب...وباقي أيام العيد تعتبر عطلة..
في كل عام، تتجدّد العادات الرمضانية في فلسطين حيث الاحتلال يخطف عادات رمضان. و لا تتمكّن العائلات من ممارسة عاداتها الرمضانية الحكيمة وذلك بسبب ما آلت اليه الظروف الاقتصادية لابناء الشعب حيث اصبحت الاسر الفلسطينية تفكّر في كيفية توفير الأمان للأطفال والمستلزمات الأساسية لشهر رمضان فقط.و في السنوات التي سبقت انتفاضة الاقصى، كانت الأسر تستعد لهذا الشهر الفضيل بصورة مكثفة عبر إعداد المأكولات الخاصة به بشكل متواصل و تجتمع العائلات حول موائد الافطار.
امّا هذا العام كالأعوام الأخيرة، يستقبل الفلسطينيون شهررمضان في ظل أجواء حزينة وكئيبة. و يضطر عشرات الفلسطينيين ان يجتمعوا يوميا في السهول المجاورة لنحو 250 حاجزا إسرائيليا و يقفوا يوميا بالساعات و لا يسمح الجنود لأي شخص بالوصول إلى بيته؛ و يضطروا إلى تناول الإفطار في ساحة أحد المنازل القريبة وإقامة صلاة المغرب أمام الجنود؛ تحديا لهم حتى يعلموا أن ممارساتهم لن تمنعهم من ممارسة حياتهم اليومية.
عندما يؤذن لصلاة المغرب يتناول الماء والعصائر، و يتم الافطار على المأكولات الشعبية الفلسطينية كالمقلوبة و الفلافل و البازيلا. بعد الافطار يؤدي بعض الناس صلاة المغرب في المسجد و البعض الآخر يصلّي في البيت. ثم تتلى آيات القرآن الحكيم حتّى موعد صلاة العشاء.
بعد صلاة العشاء و التراويح، تقام دروس دينية لمدّة قصيرة حيث يمنع الاحتلال الصهيوني فتح المساجد بعد الساعة التاسعة مساءً. و يمنع الاحتلال الصهيوني ايضاً إقامة صلاة التهجد و مع ذالك يقيم البعض صلاة التراويح و التهجد على شكل مجموعات صغيرة.
امّا الاحتفال بليلة القدر ليس له طقوس معيّنة لأن الاحتلال لا يريد ذلك بل تزداد قبضته الحديديّة على الفلسطينيين في مثل هذه الايام المباركة.