تعمل طائرة فريدة من نوعها على حماية الحدود الجوية الروسية بقدرتها على اعتراض أي هدف، بدءاً من الصواريخ الموجهة وانتهاء بالأقمار الصناعية، نهاراً وليلاً، وفي مختلف الأحوال الجوية وبأي سرعة فائقة. وقد علمنا طريقة عمل "ميغ 31" ولم لا يشعر طاقمها بالملل.
صنعت طائرة "ميغ 31" لسبيين: خارجي وداخلي. فقد اعتمدت الولايات المتحدة الصواريخ الموجهة الاستراتيجية وقاذفة القنابل "FB- 111 ". وكانت بامكان هذه الطائرات عبور القطب الشمالي والوصول إلى حدود الاتحاد السوفيتي على علو منخفض دون الدخول في مجال رؤية الأقمار الصناعية. ومن ناحية أخرى فقد كان لدى الشمال الروسي فراغ كبير في عمل الرادار.
وتم اتخاذ قرار إطلاق الطائرات لضبط المجال الجوي في سماء القطب الشمالي على جميع الارتفاعات لتغطية الفراغ وتفادي الضيوف المحتملين.
تتمكن "ميغ 31" من اعتراض وتدمير أي هدف من الأقمار الصناعية التي تحلق على ارتفاع منخفض وكذلك الصواريخ الموجهة. تجدر الإشارة إلى أن المجموعة الاعتراضية تسيطر على جزء كبير من المجال الجوي وتوجه المقاتلات ومنظومات الدفاع الجوية نحو الهدف.
قامت الولايات المتحدة بتقليص طلعات طائرات التجسس "لوكهيد اس ار-71" و"بوينغ ار سي-135" بالقرب من الحدود الروسية بعد اعتماد "ميغ 31".
الرادار الطائر
تملك الطائرة الاعتراضية جهاز هبوط غير عادي: العجلة الأمامية متجهة إلى الداخل من المحور الطولي للدعم، أما الخلفية فموجهة للخارج، لتحسين قيادة الطائرة فوق الثلوج والجليد.
تخبئ الفوهات الضخمة محركات "D- 30F6 " القوية والاقتصادية التي تسمح للطائرة بالتحليق لساعات طويلة، و للانتقال حين الضرورة إلى سرعة تفوق سرعة الصوت والهجوم بسرعة 3000 كم/ساعة. وقد صممت المحركات على أساس محرك طائرة الركاب "تو 134".
حصلت ميغ 31 في حلف الناتو على لقب "فوكساوند". بينما أطلق عليها الطيارون الروس اسم "الرادار الطائر" لإمكانيات منظومة الرادار على متن الطائرة ما يسمح بنقل الأشعة في حالة الهوائي الثابت، بالإضافة إلى خلق العدد اللازم من الأشعة وملاحقة أهداف متعددة في آن واحد.
يتمكن الرادار من كشف 24 جسماً على مسافة 320 كم (الأهداف المخفية والتي تتمتع بتكنولوجيا الشبح على مسافة 189 كم) ومهاجمة 8 أهداف منها في الوقت ذاته. إذ يقوم الحاسوب الداخلي باختيار أكثر 4 أهداف خطورة ويوجه عليها صواريخ من طراز "جو-جو" ذات المدى البعيد. بينما يوجه على الأهداف الأخرى صواريخ متوسطة المدى أو ينقل الإحداثيات الخاصة بها إلى المقاتلات والمنظومات المضادة للصواريخ على الأرض.